وعلى أي حال فقد طيف برأس ريحانة رسول اللّه (ص) أمام أولئك الذين يدعون الاسلام ولم يهبوا للأخذ بثأره يقول دعبل الخزاعي :
رأس ابن بنت محمد ووصيه |
|
يا للرجال على قناة يرفع |
والمسلمون بمنظر وبمسمع لا |
|
جازع من ذا ولا متخشع |
لقد تخدر المسلمون بشكل رهيب ففقدوا ذاتياتهم ، واصبحوا اعصابا رخوة خالية من الشعور والاحساس.
وأمر الطاغية ابن مرجانة بحبس عقائل الوحي ومخدرات الرسالة ، ولما جيء بهن الى السجن كانت الشوارع مكتظة بالرجال والنساء ، وهن يضربن الوجوه ويبكين أمر البكاء ـ حسبما يقول الامام زين العابدين ـ وادخلت بنات رسول اللّه (ص) الى السجن وقد ضيق عليهن أشد التضييق ، وقد رفضت حفيدة الرسول (ص) ان تقابلها أي امرأة حرة وقالت :
«لا تدخل علينا الا أم ولد أو مملوكة فانهن سبين وقد سبينا»
والقي على بنات رسول اللّه (ص) حجر قد ربط فيه كتاب جاء فيه ان البريد قد سار بامركم الى يزيد فان سمعتم التكبير فايقنوا بالهلاك وان لم تسمعوا بالتكبير فهو الامان ، وحددوا لمجيء الكتاب وقتا ، وذعرت النساء كأشد ما يكون الذعر ، وقبل قدوم البريد بيومين القي عليهم حجر آخر فيه كتاب جاء فيه «اوصوا واعاهدوا فقد قارب وصول البريد» وبعد انتهاء المدة جاء أمر يزيد بحمل الأسرى الى دمشق (١) وتنص بعض
__________________
(١) تأريخ ابن الأثير ٣ / ٢٩٨