ما ظفرت بك ، فكتب إلي أن ادركك ، ولا افارقك حتى تأتي مع الجيوش ..» (١).
وهذا القول من الاساطير فان التقاء الامام بالحر لم يكن قريبا من الكوفة ، وإنما كان في أثناء الطريق على مرحلة قريبة من (شراف) ، ومضافا إلى ذلك فان الحر لم يعرض على الامام أن يسير حيثما شاء ، وانما صدرت إليه الأوامر المشددة من ابن زياد أن يلقي عليه القبض ، ويأتي به الى الكوفة حسبما ذكرناه ، وهو مما اجمع عليه المؤرخون وأرباب المقاتل.
من الأخطاء الفاحشة ما ذكره النسابة ابن عنبة من ان الحر أراد ارغام الامام على الدخول الى الكوفة فامتنع ، وعدل نحو الشام قاصدا الى يزيد بن معاوية ، فلما صار الى كربلا منعوه عن المسير ، وارسلوا إليه ثلاثين الفا عليهم عمر بن سعد ، وارادوا دخوله إلى الكوفة والنزول على حكم عبيد اللّه بن زياد فامتنع عليهم ، واختار المضي نحو يزيد فمنعوه وناجزوه الحرب (٢) ولم يذهب لهذا القول أحد من المؤرخين ، فقد اجمعوا على ان الامام بقي مصمما على رفض البيعة ليزيد ، ولو انه أراد ان يبايع ليزيد لما فتحوا معه باب الحرب ، وما شهروا في وجهه السيوف.
__________________
(١) دائرة المعارف للبستاني ٧ / ٤٨
(٢) عمدة الطالب (ص ١٨١)