وهي أول ثورة في الكوفة بعد قتل الامام مباشرة ، قام بها البطل العظيم عبد اللّه بن عفيف الازدي ، فكان أول من اطلق شرارة الثورة وأحال النصر الكاذب الذي احرزه ابن مرجانة الى هزيمة ، وقد تحدثنا عن فصولها في البحوث السابقة.
والشيء المحقق أن الثورة في يثرب كانت امتدادا لثورة أبي الشهداء (ع) فقد كانت النفوس تغلي كالمرجل غيظا وحنقا على يزيد لانتهاكه حرمة رسول اللّه (ص) في قتله لعترته وسبيه لذراريه.
وقد أفعمت القلوب حزنا وألما حينما رجعت سبايا أهل البيت (ع) إلى المدينة وجعلت تقص على أهلها ما جرى على ريحانة رسول اللّه (ص) من عظيم الرزايا وفوادح الخطوب ، وما عانته عقائل النبوة ومخدرات الوحي من الأسر والسبي.
لقد كانت شقيقة الحسين وحفيدة الرسول (ص) زينب تلهب العواطف للطلب بثأر أخيها.
وقد رأى اهل المدينة أن الخروج على يزيد واجب شرعي فخلعوا بيعته رسميا وأعلنوا الثورة على حكومته ، وقد عهد يزيد الى المجرم الاثيم مسرف بن عاقبة المري باحتلال يثرب وضم إليه جيشا مكثفا قوامه اثنا عشر الفا من اهل الشام ، وقد أمره أن يبيحها لجنده ثلاثة أيام يصنعون بأهلها ما يشاءون وينهبون من أموالهم ما يحبون.