ولم تشاهد أمة من الأمم محنة أوجع ولا أفجع من كارثة كربلا ، فلم تبق رزية من رزايا الدهر ، ولا فاجعة من فواجع الدنيا الا جرت على سبط رسول اللّه وريحانته ... وقد الهبت رزاياه العواطف حزنا وأسى وأثارت اللوعة حتى عند اقل الناس احساسا واقساهم قلبا وقد أثرت على الباغي اللئيم عمر بن سعد فراح يبكي من أهوال ما جرى على الامام من فوادح الخطوب.
لقد انتهكت في كارثة كربلا حرمة الرسول (ص) في عترته وذريته يقول الامام الرضا (ع) :
«ان يوم الحسين اقرح جفوننا وأذل عزيزنا ..»
ونعرض الى فصول تلك المأساة الخالدة في دنيا الأحزان ، وما رافقها من الاحداث الموجعة.
وتدافعت القوى الغادرة التي ملئت نفوسها الشريرة بالأحقاد والأضغان على العترة الطاهرة التي تبنت حقوق المظلومين والمضطهدين ، وجاهدت من أجل احقاق الحق.
لقد زحفت طلائع جيش ابن سعد نحو الامام في عصر الخميس لتسع خلون من شهر محرم ، فقد صدرت إلى القيادة العامة الأوامر المشددة من ابن زياد بتعجيل القتال خوفا من أن يتبلور رأي الجيش ويحدث انقسام في صفوفه ، ولما زحف ذلك الجيش كان الحسين جالسا أمام بيته محتبيا بسيفه إذ خفق برأسه ، فسمعت أخته عقيلة بني هاشم زينب (ع) أصوات الرجال وتدافعهم نحو أخيها فانبرت إليه وهي فزعة مرعوبة