المصادر أن يزيد كان عازما على استئصال جميع نسل الامام امير المؤمنين الا انه بعد ذلك عدل عن نيته وعفا عنهم (١).
واختطف بعض الكوفيين الامام زين العابدين واخفاه في داره ، وجعل يكرمه ويحسن إليه ، وكان كلما دخل عليه يجهش بالبكاء فظن الامام به خيرا الا انه لم تمض الا فترة يسيرة من الزمن حتى نادى منادي ابن زياد من وجد علي بن الحسين واتى به فله ثلاث مائة درهم فلما سمعه الكوفي اسرع الى الامام فجعل في عنقه حبلا وربط يديه بالحبل وسلمه إليهم واخذ الدراهم (٢) وهذه البادرة الغريبة تعطينا صورة عن مدى تهالك ذلك المجتمع على المادة وتفانيه في الحصول عليها بأي طريق كان.
وندم الخبيث الدنس عمر بن سعد كأشد ما يكون الندم على اقترافه لتلك الجريمة النكراء وقد سأله بعض خواصه عند رجوعه من كربلا عن حاله فقال :
«ما رجع احد إلى أهله بشر مما رجعت به أطعت الفاجر الظالم ابن زياد ، وعصيت الحكم العدل ، وقطعت القرابة الشريفة وارتكبت
__________________
(١) الوافي ٣ / ٢٩٨
(٢) مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (ص ٩٨) المنتظم الجزء الخامس.