وكان من مظاهر الهزيمة الساحقة التي مني بها الأمويون شيوع النقمة والانكار عليهم في جميع الاوساط فقد تعالت موجات عارمة من الانكار على يزيد حتى من عائلته واسرته ، وقد فزع من ذلك كأشد ما يكون الفزع ، وندم على ما اقترفه ، وساءت العلاقة بينه وبين ابن مرجانة فيما بقول المؤرخون.
وهزمت ثورة الامام الحكم الاموي ، ونسفت جميع معالمه ، وجعلته يعيش في ثورات متلاحقة قامت بها الشيعة ، وغيرهم حتى انهار صرح ذلك الحكم الأسود بقيام الدولة العباسية ، وسنذكر عرضا لذلك.
ودللت ثورة أبي الشهداء (ع) على الواقع المشرق لأهل البيت ، وكشفت للعالم الاسلامي الطاقات الهائلة التي يملكونها من الثبات على الحق والصمود أمام الأحداث ، وتبني القضايا المصيرية للأمة ، مما جعلت جمهرة المسلمين يكنون لهم أعظم الود وخالص الحب والولاء.
لقد اظهرت كارثة كربلا للعيان أن أهل البيت هم المثل الأعلى للقيادة الروحية والزمنية لهذه الأمة ، وانهم الرواد للحق والعدل في الأرض.