واتجه الامام (ع) في تلك اللحظات الأخيرة الى اللّه فأخذ يناجيه ويتضرع إليه بقلب منيب ويشكو إليه ما ألم به من الكوارث والخطوب قائلا :
«صبرا على قضائك لا إله سواك ، يا غياث المستغيثين ، مالي رب سواك ولا معبود غيرك. صبرا على حكمك ، يا غياث من لا غياث له ، يا دائما لا نفاد له يا محيى الموتى ، يا قائما على كل نفس احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين» (١).
انه الايمان الذي تفاعل مع جميع ذاتياته فكان من أهم عناصره ..
لقد تعلق باللّه وصبر على قضائه وفوض إليه جميع ما نزل به وعاناه من من الكوارث والخطوب ، وقد أنساه هذا الايمان العميق جميع ما حل به يقول الدكتور الشيخ احمد الوائلي في رائعته :
يا أبا الطف وازدهى بالضحايا |
|
من أديم الطفوف روض خيل |
نخبة من صحابة وشقيق |
|
ورضيع مطوق وشبول |
والشباب الفينان جف ففاضت |
|
طلعة حلوة ووجه جميل |
وتوغلت تستبين الضحايا |
|
وزواكي الدماء منها تسيل |
ومشت في شفاهك الغر نجوى |
|
نم عنها التحميد والتهليل |
لك عتبى يا رب إن كان يرضيك |
|
فهذا الى رضاك قليل |
__________________
(١) مقتل المقرم (ص ٣٤٥)