وا حسينا فلا نسيت حسينا |
|
اقصدته اسنة الأعداء |
غادروه بكربلاء صريعا |
|
لا سقى الغيث بعده كربلاء (١) |
وخلدت أمّ البنين الى البكاء والنياحة على ابنائها البررة الذين استشهدوا مع اخيهم الحسين فقد نخب الحزن قلبها ، وراحت تبكيهم بذوب روحها ويقول بعض المؤرخين : انها كانت تخرج الى البقيع فتندبهم بأشجى وأوجع ما تكون الندبة ، وكان الناس يجتمعون حولها فيسمعون رثاءها الحزين لابنائها فيبكون ، وكان ممن يجيء لذلك مروان بن الحكم فيتأثر على قساوة قلبه وشدة عداوته لأهل البيت (٢) وقد نفى المحقق العلامة المغفور له السيد عبد الرزاق المقرم أن تكون أم البنين حية بعد كارثة كربلا ، وانها توفيت قبل ذلك (٣) وقد صرح ابو الفرج وغيره من المعنيين بهذه البحوث بأنها كانت حية.
وانطوت السنون والاجيال والناس يتساءلون بلهفة أين دفن رأس الحسين؟ بعد ما أصبح جسده الطاهر مزارا في كربلا يطيف به الناس
__________________
(١) معجم البلدان ٤ / ٢٤٤
(٢) مقاتل الطالبيين
(٣) مقتل الحسين (ص ٤٢٠ ـ ٢٢٤)