كما هرب بعضهم إلى ابن الزبير وانضم إلى جيشه وقاتل معه لا ايمانا بقضيته ولكن خوفا من المختار ، وقد عمد المختار إلى هدم دورهم والاستيلاء على جميع ممتلكاتهم ، وقد هدم دار محمد بن الأشعث واخذ انقاضها وبنى بها دار الشهيد العظيم حجر بن عدي وكان قد هدمها زياد ابن أبيه (١).
وأما الخبيث الدنس عمر بن سعد فقد قبع في بيته فزعا مرعوبا ، وهو يزج بالشخصيات للتوسط لدى المختار في أخذ الامان له والعفو عنه وكتب له المختار الامان بشرط أن لا يحدث حدثا ولكنه وارى في ذلك وأراد أن لا يدخل بيت الخلاء.
لقد ارعب المختار قلوب المجرمين من قتلة الامام حتى زلزلت الارض تحت أقدامهم واجتاحتهم موجات عاتية من الخوف والارهاب فلم يهنأ أحد منهم بعيش فقد خيم عليهم شبح الموت.
وأسرع المختار إلى تنفيذ حكم الاعدام بكل من اشترك في قتل ريحانة رسول اللّه (ص) فقد جاهد على الانتقام منهم وتطهير الأرض من أولئك الأرجاس ، وقد قتل منهم فيما يقول الطبري في يوم واحد مائتين وثمانين رجلا ، ولم يفلت أحد من قادتهم وزعمائهم ، فقتل المجرم الخبيث عبيد اللّه بن زياد ، وعمر بن سعد مع ولده حفص ، وقتل الابرص شمر بن ذي الجوشن ، ورميت بجيفته إلى الكلاب ، وقتل قيس بن الأشعث
__________________
(١) تأريخ ابن الأثير ٣ / ٣٧١