وخرج إلى ميدان القتال عبد اللّه اليزني فقاتل ببسالة نادرة وهو يرتجز :
انا ابن عبد اللّه من آل يزن |
|
ديني على دين حسين وحسن |
اضربكم ضرب فتى من اليمن |
|
ارجو بذلك الفوز عند المؤتمن |
لقد عرفهم بنفسه وأسرته وبلده ، وعرفهم أنه على دين سيده الحسين ، وهو اذ يضحي بنفسه في سبيله فانما يرجو بذلك الفوز عند اللّه ... وقاتل كما قاتل اخوانه الشهداء ببسالة وعزم ثم استشهد (١).
وكان الامام العظيم يقف على الشهداء الممجدين من أصحابه وهو يتأمل بوجهه الوديع فيهم فيراهم مضمخين بدم الشهادة ، ومعطرين بنفحات من روح اللّه ، فانطلق يؤبنهم باعجاب قائلا :
«قتلة كقتلة النبيين وآل النبيين» (٢)
مصرع سويد :
وكان آخر من استشهد من أصحاب الامام البطل الشجاع سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي فقد سقط في المعركة جريحا وظنه القوم أنه قد قتل فلم يجهزوا عليه ، وكان فد غامت نفسه من ألم الجروح ونزيف الدماء فلما سمع القوم ينادون :
«قتل الحسين»
فانتفض كما ينتفض الأسد الجريح غير حافل بما هو فيه من ألم الجروح فانبرى يفتش عن سيفه فلم يجده وظفر بمدية فحمل عليهم يطعن فيهم ففروا
__________________
(١) الفتوح ٥ / ١٩٤
(٢) مقتل الحسين لعبد اللّه