العدو من الجهات الأربع وقضى عليهم في فترة وجيزة ، وما طالت الحرب يوما كاملا.
هذه بعض المخططات التي اتخذها الامام (ع) وهي تدل على مدى احاطته التامة في التنظيمات العسكرية ووقوفه على دقائقها.
واقبل الامام مع اهل بيته واصحابه على العبادة فاتجهوا الى اللّه بقلوبهم ومشاعرهم ، فكانوا ـ فيما يقول المؤرخون ـ لهم دوي كدوي النحل وهم ما بين راكع وساجد وقارئ للقرآن ، ولم يذق احد منهم طعم الرقاد.
فقد أقبلوا على مناجاة اللّه والتضرع إليه ، وهم يسألونه العفو والغفران
واستبشر أصحاب الامام بالشهادة بين يدي ريحانة رسول اللّه (ص) وقد حدث المؤرخون عنهم بما يبهر العقول ، فهذا حبيب بن مظاهر خرج إلى اصحابه وهو يضحك قد غمرته الافراح فأنكر عليه يزيد بن الحصين التميمي قائلا :
«ما هذه ساعة ضحك؟!»
فاجابه حبيب عن ايمانه العميق قائلا :
«أي موضع احق من هذا بالسرور؟! واللّه ما هو الا ان تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور العين» (١).
__________________
(١) رجال الكشي (ص ٥٣)