الأمر العظيم» (١).
وما ذا يفيده الندم بعد ما سفك دماء العترة الطاهرة ، وقطع أواصر القربى التي أمر اللّه بمودتها.
وتعرض ابن زياد لحملة انتقادية واسعة النطاق من جميع الأوساط ، وقد رام أن يجعل تبعة ذلك على ابن سعد فهو المسئول عن اقتراف هذه الجريمة دونه ، فبعث خلفه وقال له :
ـ علي بالكتاب
ـ مضيت لأمرك وضاع الكتاب
ـ لتجيئني به
ـ بعثته واللّه ليقرأ على عجائز قريش اعتذارا إليهن ، أما واللّه لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو نصحتها أبي سعد بن أبي وقاص لكنت قد أديت حقه وكان في المجالس عثمان بن زياد فقال لاخيه عبيد اللّه :
«صدق واللّه لوددت أنه ليس من بني زياد رجل الا وفي أنفه خزامة الى يوم القيامة وان الحسين لم يقتل».
وسكت الطاغية ولم يجبه بشيء (٢) أما الكتاب الذي بعثه ابن سعد الى يثرب ليتقي به اللعنات التي تنصب عليه ، ويحمل الذنب على أميره وسيده ابن مرجانة فهذا نصه :
__________________
(١) الأخبار الطوال (ص ٢٧١) سير اعلام النبلاء ٣ / ٢٠٣ ، أنساب الأشراف ق ١ ج ١.
(٢) المنتظم ٥ / ٩٨ ، الطبري ٦ / ٢٦٨.