لقد اذكت تلك الدماء الزاكية روح الولاء والاخلاص لأهل البيت عند جمهور المسلمين ، وقد انضم تحت لوائهم في ذلك العصر الكثيرون ممن كانوا يقفون موقف الحياد بين الأحزاب المتطاحنة على الحصول على الحكم (١) ان ما جرى على ريحانة رسول اللّه (ص) من المصائب المذهلة قد حير العقول ، وطاش بالألباب ، واذهل كل كائن حي.
وعملت كارثة كربلا على توحيد صفوف الشيعة ، وخلق روح التضامن فيما بينهم بعد أن كانوا ينقصهم الحماس وبذل النفس في الدفاع عما يؤمنون به من أن الخلافة حق شرعي خاص لأهل البيت وقد تبدل ذلك الشعور فكانوا أقوى قوة فعالة تصدت للاطاحة بحكم الأمويين ، فقد هبوا جميعا وشعارهم :
«يا لثارات الحسين»
يقول بعض الكتاب : «لقد كان هذا الحادث البشع المنكر مذكيا للتشيع إلى أقصى حد ، وكان عاملا على وحدة الشيعة وحماسهم لنصرة مذهبهم ، وسببا في ثوراتهم الجارفة ليثأروا من قتلة الحسين» (٢).
واكد ذلك بروكلمان بقوله : «لقد اذكت تلك الدماء التي روت أرض كربلا روح التشيع في نفوس الشيعة ، وجعلتهم يشعرون بوجوب توحيد صفوفهم».
__________________
(١) اتجاهات الشعر العربي (ص ٣٠)
(٢) أدب السياسة في العصر الأموي (ص ٤٠).