سنة فرماه خولى بسهم فاضعفه ، وشدّ عليه رجل من بني دارم فقتله وأخذ رأسه (١) ليتقرب به إلى سيده ابن مرجانة.
وليس في تأريخ الانسانية قديما ولا حديثا أخوة اصدق ولا أنبل ولا أوفى من أخوة أبي الفضل لأخيه الامام الحسين فقد حفلت بجميع القيم الانسانية والمثل الكريمة.
وكان البارز من مثل تلك الأخوة النادرة الإيثار والمواساة والفداء فقد آثر ابو الفضل أخاه وفداه بروحه ، وواساه في أقسى المحن والخطوب وقد أشاد الامام زين العابدين (ع) بهذه المواساة النادرة من عمه يقول (ع) :
«رحم اللّه عمي العباس فلقد آثر وابلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه ، فأبدله اللّه عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب .. وان للعباس عند اللّه تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة» (٢).
وقد أثارت هذه الأخوة الصادقة الاكبار والاعجاب عند جميع الناس ، وصارت مضرب المثل في جميع الأحقاب والآباد ، وقد اعتز بها حفيده الفضل بن محمد (٣) يقول :
__________________
(١) مقاتل الطالبيين (ص ٨٣)
(٢) البحار ٩ / ١٤٧
(٣) الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس جاء ذلك في عيون الأخبار وفنون الآثار (ص ١٠١).