وهذا دمه ودم اصحابه ارفعه إلى اللّه عز وجل ، وسجل اصحابه اليوم والساعة التي حدثت فيها الرؤيا ، ووافتهم الانباء بمقتل الامام في نفس الوقت التي حدثت فيه الرؤيا (١).
وكانت أم المؤمنين السيدة أم سلمة وجلة مضطربة من حين خروج الامام الى العراق ، فقد عهد إليها رسول اللّه (ص) بمقتل ولده الحسين في أرض كربلا ، واعطاها قارورة من تربته ، واعلمها انها اذا فاضت دما فان سبطه قد قتل (٢) وكانت تنظر كل يوم الى القارورة وتقول :
إن يوما تتحولين دما ليوم عظيم (٣) ورقدت في اليوم العاشر من المحرم فرأت في منامها رسول اللّه (ص) وعلى رأسه ولحيته التراب فقالت له :
«ما لك يا رسول اللّه؟!»
«شهدت قتل الحسين»
وانتبهت أم سلمة فزعة مذعورة وهي صارخة منادية «قتل الحسين
__________________
(١) تأريخ ابن عساكر ١٣ / ٨٥ ، مرآة الجنان ١ / ١٣٤ ، تذهيب التهذيب ١ / ١٥٥ ، تأريخ الاسلام للذهبي ٢ / ٣٤٩ ، تأريخ بغداد ، خطط المقريزي ٢ / ٢٨٦ ، المنتظم الجزء الخامس.
(٢) المعجم الكبير للطبراني ، تأريخ الاسلام للذهبي ٢ / ٣٤٩ ، تأريخ المظفري (ص ٣٠) وجاء فيه ان اول صارخة على الحسين بالمدينة هي أم سلمة.
(٣) المعجم الكبير للطبراني