وصلى على الرسول الأعظم (ص) واكثر من الترحم على علي وولده (١) ثم لعن عبيد اللّه ولعن أباه وعتاة بني أمية عن آخرهم ، ورفع صوته الهادر الذي هو صوت الحق والاسلام قائلا :
«أيها الناس ... ان الحسين بن علي خير خلق اللّه ابن فاطمة بنت رسول اللّه (ص) أنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه ..» (٢).
واسرعت الجلاوزة الى ابن زياد فأخبرته بشأنه فتميز غيظا ، وأمر أن يصعد به من اعلى القصر فيرمى منه وهو حي ، وأمسكته الشرطة والقت به من اعلى القصر فتقطعت أوصاله وتهشمت عظامه ، ومات ميتة الأبطال في سبيل مبدئه وعقيدته .. ولما بلغ مقتله الحسين بلغ به الحزن اقصاه ، واستعبر باكيا واندفع يقول :
«اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريما عندك ، واجمع بيننا واياهم في مستقر رحمتك انك على كل شيء قدير» (٣).
ولما انتهى الامام الى ذات عرق خف إليه ابو هرة فقال له : يا ابن رسول اللّه ما الذي اخرجك عن حرم اللّه ، وحرم جدك رسول اللّه (ص) وتأثر الامام ، فقال له :
__________________
(١) الفتوح ٥ / ١٤٦ ـ ١٤٧
(٢) تأريخ ابن الأثير ٣ / ٢٧٧
(٣) الفتوح ٥ / ١٤٧