رثاء آل البيت كثرة هائلة. وكله صادر من أعماق النفوس ، منبعث من قرارة الأفئدة ، فكان للأدب العربي من ذلك ثروة لا تقدر» (١)
ثامنا ـ جمال الروعة في ادب الثورة الحسينية وحرارة العاطفة ، يقول بعض الكتاب : والشعر الذي رثي فيه الحسين حار ملتهب لأنه تعبير عن عواطف قوية ، وتنفيس عن نفوس متأججة ثائرة فهم غضاب ساخطون لأن بني أمية سلبوهم حقهم وغصبوهم مكانهم فصوروا غضبهم في شعر حانق على الأمويين (٢).
ان الشعر الحسيني يمثل الصدق في وصف العاطفة الملتهبة وان أصحابه لم يكونوا متكلفين ولا منتحلين ، وانما كانوا متألمين كأشد ما يكون التألم فيصفون الامام وصفا صادقا. لقد كان ذلك الادب الحي من اثري الوان الأدب العالمي ، ومن أبرز القيم الثقافية في الاسلام.
ومما تجدر الاشارة إليه الى أن الأدب الحسيني لم يصطبغ بهذه الصبغة ويتبوّأ مكانه الأعلى في الأدب الاسلامي الا بعد حقبة طويلة من الزمن ولعل السبب في ذلك يرجع إلى ما ذكره ابو الفرج الى أن الشعراء كانوا لا يقدمون على رثاء الحسين مخافة من بني أمية.
ومن أروع النتائج التي حققتها ثورة أبي الأحرار هي المنابر الحسينية التي أصبحت منطلقا لتوجيه الامة وارشادها وذلك بما يبثه السادة الخطباء من الوعظ والارشاد وعرض مأساة أبي الشهداء التي هي من اروع الدروس
__________________
(١) أثر التشيع في الأدب العربي (ص ٢٣)
(٢) أدب السياسة (ص ١٨٩)