واستبان لبرير تماديهم في الاثم واجماعهم على اقتراف المنكر فقال :
«الحمد للّه الذي زادني فيكم بصيرة ، اللهم اني ابرأ إليك من فعال هؤلاء القوم ، اللهم الق بأسهم حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان».
فجعلوا يضحكون منه ، وعمدوا إليه فرشقوه بسهامهم (١) فانصرف عنهم.
وابت رحمة الامام وشفقته على أعدائه إلا أن يقوم باسداء النصيحة لهم ثانيا ، حتى يستبين لهم الحق ، ولا يدعي أحد منهم أنه على غير بينة من أمره فانطلق نحوهم ، وقد نشر كتاب اللّه العظيم ، واعتم بعمامة جده رسول اللّه (ص) ولبس لامته ، وكان على هيبة تعنو لها الجباه ، وتغض عنها الابصار فقال لهم.
«تبا لكم ايتها الجماعة وترحا أحين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين (٢) سللتم علينا سيفا في ايمانكم وحششتم (٣) علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم فأصبحتم إلبا (٤) لأعدائكم على اوليائكم بغير عدل افشوه فيكم ، ولا أمل اصبخ لكم فيهم ، فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف
__________________
(١) مناقب ابن شهر اشوب ٥ / ١٢٩
(٢) موجفين : اي مسرعين في السير إليكم
(٣) حششتم : النار التي توقد
(٤) إلبا : اي مجتمعين