لقد ساعد التوفيق زهيرا فالتحق بموكب العترة الطاهرة ، وصار من اصلب المدافعين عنها ، ومن ألمع أصحاب الامام ، ففداه بروحه واستشهد في سبيل قضيته العادلة.
أما النبأ المفجع بمقتل مسلم فقد حمله الى الامام عبد اللّه بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديان (١) ، وكانا ـ فيما يقول المؤرخون ـ قد انتهيا من اداء مناسك الحج ، وكانت لهما رغبة ملحة في الاتصال بالامام والتعرف على شئونه فأخذا يجذان في السير حتى التحقا به في زرود ، وبينما هما معه وإذا برجل قد أقبل من جهة الكوفة فلما رأى الحسين عدل عن الطريق ، وقد وقف الحسين يريد مسألته فلما رآه قد مال عنه سار في طريقه ، ولما عرف الأسديان رغبة الامام في سؤاله تبعاه حتى أدركاه فسلما عليه وسألاه عن اسرته فأخبرهما أنه أسدي فانتسبا له ثم سألاه عن خبر الكوفة ، فقال لهما : انه لم يخرج منها حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ ابن عروة ، ورآهما يجران بأرجلهما في الأسواق ، وو دعاه ، واقبلا مسرعين حتى لحقا بالامام ، فلما نزل الامام بالثعلبية (٢) قالا له :
«رحمك اللّه ان عندنا خبرا ان شئت حدثناك علانية ، وان شئت سرا ..».
__________________
(١) وقيل الذي حمل النبأ إلى الامام هو ابن يزيد التميمي كما في الصواعق (ص ١١٨) وقيل بكر بن المعتقة كما في أنساب الأشراف ق ١ ج ١.
(٢) الثعلبية : من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية ، وهي ثلثا الطريق معجم البلدان ٢ / ٧٨.