إليه رسولا يدعوه إليه ، وكان زهير مع جماعته يتناولون طعاما صنع لهم فابلغه الرسول مقالة الحسين فذعر القوم وطرحوا ما في أيديهم من طعام كأن على رءوسهم الطير ، وانكرت زوجة زهير عليه ذلك وقالت له :
«سبحان اللّه!! أيبعث إليك ابن بنت رسول اللّه ثم لا تأنيه لو أتيته فسمعت كلامه!!» وانطلق زهير على كره منه الى الامام فلم يلبث أن عاد مسرعا وقد تهلل وجهه وامتلأ غبطة وسرورا ثم أمر بفسطاطه وما كان عنده من ثقل ومتاع فحوله إلى الامام الحسين (ع) وقال لزوجته :
«أنت طالق».
ما ذا أسر إليه ريحانة رسول اللّه حتى جعله يتغير هذا التغيير؟ هل وعده بمال أو مغنم ، ولو وعده بذلك لما طلق زوجته ، ولا ودع أصحابه الوداع الأخير ... لقد بشره بالشهادة والفوز بالجنة ، وذكّره بحديث طالت عليه الأيام فنساه ... وقد حدث به أصحابه قائلا :
«سأحدثكم حديثا غزونا (بلنجر) ففتح اللّه علينا ، وأصبنا غنائم ففرحنا ، وكان معنا سلمان الفارسي ، فقال لنا : أفرحتم بما فتح اللّه عليكم واصبتم من الغنائم؟ فقلنا نعم : فقال إذا أدركتم سيد شباب آل محمد (ص) فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه مما أصبتم اليوم من الغنائم» (١).
وروى ابراهيم بن سعيد وكان قد صحب زهيرا حينما مضي إلى الامام انه (ع) قال له : انه يقتل في كربلا ، وان رأسه الشريف يحمله زجر بن قيس إلى يزيد يرجو نواله فلا يعطيه شيئا (٢).
__________________
(١) الارشاد (ص ٢٤٦) تأريخ ابن الأثير ٣ / ١٧٧ ، أنساب الأشراف ق ١ ج ١ ، الدر النظيم (ص ١٦٧).
(٢) دلائل الامامة لمحمد بن جرير الطبري.