الشهداء الى دمشق كانوا يشربون الخمر طبلة الطريق وقد ذكرنا في البحوث السابقة بعض ما اتصفوا به من الكذب وعدم الحريجة في الدين.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض صفات ذلك الجيش.
ويتألف الجيش الأموي من عدة عناصر ومن بينها :
وهم الذين يخدمون السلطة للرغبة والرهبة ، ويسعون وراء مصالحهم ولا يؤثرون الحق في سلوكهم وتصرفاتهم سوى السعي وراء مصالحهم الخاصة ، وقد شاعت هذه الفئة في معسكر ابن زياد ، واسندت لها المناصب الحساسة في الجيش وهم امثال عمر بن سعد ، وحجار بن ابجر ، وشبث ابن ربعي ، وشمر بن ذي الجوشن ، وقيس بن الأشعث ويزيد بن الحرث وغيرهم من الذين طلقوا المعروف ثلاثا ، ولم تصدر منهم في جميع فترات حياتهم أية بادرة من بوادر الخير سوى ما يضر الناس.
وهناك طائفة كبيرة من الجيش قد اندفعوا لحرب الامام تسوقهم الأطماع الرخيصة ، والأمل على حصول مغنم في الحرب ، وقد هرعوا بعد قتل الامام ـ بخسة ـ الى السلب والنهب فمالوا على ثقل الامام ومتاعه فنهبوه ، وعمدوا الى سلب حرائر النبوة وعقائل الوحي فلم يتركوا ما عليهن من حلي وحال ، وعدوا الى سلب ما على الامام وسائر الشهداء من الملابس ولا مات الحرب ، ويقول المؤرخون : انهم سلبوا جميع ملابس الحسين حتى تركوه عريانا ليس عليه ما يواري جسده الشريف ، وسنعرض لذلك عند التحدث عن مقتل الامام