ومن بين العناصر التي ضمها المعسكر الأموي الممسوخون ، وهم الذين امتلأت صدورهم بالحقد والكراهية لجميع الناس ، وأهم رغباتهم النفسية المذابح الطائشة ، والاندفاع نحو الجريمة تلبية لنداء الجريمة المتأصلة في نفوسهم.
وقد بالغت تلك الطغمة من الممسوخين في اقتراف الجرائم ، فتسابقوا إلى قتل الأطفال من آل النبي وترويع النساء ، وهم يفخرون بما يقترفونه من الخزي والعار ، ومن بين هؤلاء الوحوش الكواسر السفاح الحقير شمر بن ذي الجوشن ، وحرملة بن كاهل والحكيم بن طفيل الطائي وسنان بن انس وعمرو بن الحجاج ، وامثالهم من كلاب الطراد كما سماهم بذلك بعض المؤرخين ، وقد صدرت منهم في كربلا من القساوة ما تترفع عنه الوحوش والكلاب.
وهناك طائفة من الجيش قد أرغمت على حرب الامام ، فقد حملتهم السلطة على الخوض في هذه المعركة وكانت عواطفهم ومشاعرهم مع الامام الا ان الجبن وخور النفس ، قد منعهم من نصرته ، وهؤلاء لم يشتركوا في الحرب ، وانما كانوا يتضرعون الى اللّه في أن ينزل نصره على ابن بنت نبيه ، وقد انكر عليهم واحد منهم فقال لهم : هلا تهبوا الى نصرته والدفاع عنه بدل الدعاء (١) ، ومما لا شبهة فيه انهم قد اقترفوا
__________________
(١) أنساب الأشراف ق ١ ج ١