أنا برير وابي خضير |
|
ليس يروع الأسد عند الزأر |
يعرف فينا الخير أهل الخير |
|
أضربكم ولا أرى من ضر |
وذاك فعل الحر من برير (١)
لقد عرف نفسه الى معسكر ابن سعد كما عرفهم بشجاعته الفذة وانه كالأسد لا يروعه الزأر ، وانما يشتد بها بأسه ، وانه إذ ينزل بهم الضربات القاسية فانه لا يرى في ذلك بأسا ولا اثما.
وأخذ برير يقاتل قتال الابطال المستميتين قد امتلأت نفسه ايمانا وعزما وتصميما على الدفاع عن ريحانة رسول اللّه (ص) وهو يهتف بمعسكر ابن سعد قائلا :
«اقتربوا مني يا قتلة المؤمنين ، اقتربوا مني يا قتلة ابن بنت رسول رب العالمين» (٢).
وحمل عليه الرجس رضي بن منقذ العبدى فاعتنقه واعترك معه ساعة فتمكن منه برير فجلس على صدره وبينما هو مشغول في الاجهاز عليه إذ حمل عليه الوغد الخبيث كعب بن جابر الأزدي من الخلف لأنه لم يستطع مواجهته فطعنه في ظهره ولما أحسن بالألم هوى على العبدى فعض انفه وقطع طرفه وشد عليه كعب فقتله (٣) وانتهت بذلك حياة هذا المؤمن
__________________
(١) الفتوح ٥ / ١٨٦
(٢) الفتوح ٥ / ١٨٧
(٣) انساب الأشراف ق ١ ج ١