«ان علي دينا وقد ضمنته زوجتي»
فقال (ع) : وما ضمان امرأة؟ (١) لقد اراد الامام ان يكون المستشهد بين يديه متحرجا في دينه خالي الذمة من حقوق الناس وأموالهم إلا انه هنا اشكالا فقد انكر الامام ضمان المرأة لما في ذمة زوجها من دين ، والحال ان القواعد الفقهية مجمعة على صحة ضمان المرأة للأموال وغيرها ومساواتها للرجل في هذه الجهة ، وفيما نحسب ان الجملة الأخيرة من الموضوعات ، فقد ذكر البلاذري الخبر الا انه لم يذكر قول الرجل ان علي دينا وقد ضمنته زوجتي.
وأقبل الامام إلى خيمته فجعل يعالج سيفه ويصلحه ، وهو يقول :
يا دهر أف لك من خليل |
|
كم لك بالاشراق والأصيل |
من صاحب وطالب قتيل |
|
والدهر لا يقنع بالبديل |
وانما الأمر إلى الجليل |
|
وكل حي سالك سبيل |
وقد نعى نفسه الشريفة بهذه الابيات ، وكان في الخيمة الامام زين العابدين والعقيلة زينب اما الامام زين العابدين فلما سمع كلام أبيه عرف ما أراد فخنقته العبرة ، ولزم السكوت وعلم ان البلاء قد نزل ـ حسبما يقول ـ واما عقيلة بني هاشم فانها لما سمعت هذه الأبيات أحست ان شقيقها وبقية اهلها عازم على الموت ومصمم على الشهادة فامسكت قلبها في ذعر ، وو ثبت وهي تجر ذيلها ، وقد فاضت عيناها بالدموع ، فقالت لاخيها بنبرات لفظت فيها شظايا قلبها.
__________________
(١) المعجم الكبير ١ / ١٤١