«مه يا أهل الكوفة. تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا وبينكم اللّه يوم فصل الخطاب.
يا أهل الكوفة سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله ، وسبيتم نساءه ونكبتموه فتبا لكم وسحقا. ويلكم اتدرون أي دواه دهتكم ، وأي وزر على ظهوركم حملتم!! وأي دماء سفكتم ، واي كريمة اصبتموها ، وأي صبية اسلمتموها ، وأي أموال انتهبتموها ، قتلتم خير الرجالات بعد النبي (ص) ونزعت الرحمة من قلوبكم الا ان حزب اللّه هم المفلحون وحزب الشيطان هم الخاسرون».
واضطرب المجتمع من خطابها فنشرت النساء شعورهن ولطمن الخدود ولم ير اكثر باك ولا باكية مثل ذلك اليوم (١) :
وانبرى إلى الخطابة الامام زين العابدين فقال بعد حمد اللّه والثناء عليه :
«أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أنا ابن من انتهكت حرمته ، وسلبت نعمته ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، انا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا.
أيها الناس ناشدتكم اللّه هل تعلمون أنكم كتبتم الى أبي وخدعتموه ، واعطيتموه من انفسكم العهود والميثاق والبيعة وقاتلتموه ، فتبا لكم لما قدمتم لأنفسكم وسوأة لرأيكم ، بأية عين تنظرون الى رسول اللّه؟ إذ يقول لكم :
__________________
(١) اللهوف لابن طاوس ، ويذهب السيد المقرم وغيره الى أن السيدة أم كلثوم هي العقيلة زينب (ع).