وارسلته الشرطة مخفورا ومعه القطع المخرقة من الكتاب إلى الطاغية ابن زياد فلما مثل عنده قال له :
ـ من أنت؟
ـ رجل من شيعة امير المؤمنين الحسين بن علي
ـ لم خرقت الكتاب الذي كان معك؟
ـ خوفا من أن تعلم ما فيه
ـ ممن الكتاب وإلى من؟
ـ من الحسين إلى جماعة من اهل الكوفة لا اعرف أسماءهم وغضب الطاغية وفقد اهابه وصاح به
«واللّه لا تفارقني أبدا ، او تدلني على هؤلاء القوم الذين كتب إليهم هذا الكتاب ، أو تصعد المنبر فتسب الحسين واباه واخاه ، فتنجو من يدي او لأقطعنك».
فقال له قيس :
«أما هؤلاء القوم فلا اعرفهم ، وأما اللعن فافعل».
وظن ابن زياد أنه من قبيل أوغاد اهل الكوفة الذين تغريهم المادة ويرهبهم الموت وما عرف أنه من افذاذ الأحرار الذين يصنعون تأريخ الأمم والشعوب ، وترتفع بهم كلمة الحق والعدل في الأرض .. وأمر ابن مرجانة بجمع الناس في المسجد الأعظم ليريهم من لعن قيس لأهل البيت ـ كما توهم ـ أمثلة لنكث العهد حتى يحملهم عليها ويجعلها من أخلاقهم وذاتياتهم.
وانبرى البطل العظيم وهو هازئ من الموت وساخر من الحياة لبؤدي رسالة اللّه بأمانة واخلاص ، فاعتلى منصة المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه