لأنّ الأصل «يقتتل» فسكّن التاء الأولى وكسر القاف لالتقاء الساكنين ، كما فعل ذلك في الماضي. ومنهم من يكسر حرف المضارعة إتباعا للقاف ، أو على لغة من يقول في مضارع «افتعل» : «يفتعل» فيكسر حرف المضارعة ، ومنه قول أبي النجم (١) :
تدافع الشّيب ، ولم تقتّل
ويقول في اسم الفاعل «مقتّل» بكسر القاف والتاء والأصل «مقتتل» فكسر القاف بعد تسكين التاء الأولى لالتقاء الساكنين ومنهم من يستثقل الخروج من ضمّ إلى كسر فيضمّ القاف اتبّاعا للميم فيقول «مقتّل» ولا يستثقل الخروج من ضمّة القاف إلى كسرة التاء لأنّ بينهما حاجزا وهو التاء الساكنة ويقول في اسم المفعول «مقتّل» بكسر القاف وفتح التاء لأنّ الأصل «مقتتل» ، فسكّن التاء الأولى وحرّك القاف بالكسر على أصل التقاء الساكنين. ومنهم أيضا من يستثقل الخروج من ضم إلى كسر ، فيضمّ القاف اتباعا للميم فيقول «مقتّل» بضمّ القاف وفتح التاء.
ومن قال «قتّل» بكسر القاف والتاء فإنّ قياس المضارع منه واسم الفاعل واحد ، وإنما يخالفه في اسم المفعول فتقول في المضارع «يقتل» بكسر القاف والتاء لأن الأصل «يقتتل» فتسكن التاء الأولى وتحرك القاف بالكسر على أصل التقاء الساكنين ولا تحتاج إلى إتباع حركة ما بعد القاف القاف لأنها مكسورة مثلها وإن شئت أيضا كسرت حرف المضارعة إتباعا أو على لغة من يكسر حرف المضارعة من «افتعل» فتقول : «يقتّل» بكسر القاف والتاء التي بعدها وحرف المضارعة. وتقول في اسم الفاعل «مقتّل» بكسر القاف والتاء والأصل «مقتتل» فسكّنت التاء الأولى وكسرت القاف لالتقاء الساكنين ثم أدغمت ولم تحتج إلى إتباع التاء لأنّ حركتها من جنس حركة القاف. وإن شئت ضممت القاف اتّباعا لحركة الميم كراهية الخروج من ضمّ إلى كسر فتقول : «مقتّل» وتقول في اسم المفعول «مقتّل» كما تقول في اسم الفاعل. لأنّ الأصل «مقتتل» فسكّنت التاء الأولى وكسرت القاف لالتقاء الساكنين وأدغمت ثم كسرت التاء الثانية اتباعا لحركة القاف ، فلا يقع فرق بين اسم الفاعل على هذه اللغة واسم المفعول إلا بالقرائن ، فيكون نظير «مختار» في أنّه يحتمل أن يكون اسم فاعل واسم مفعول حتّى يتبيّن بقرينة تقترن به. ومن استثقل الخروج من ضمّ إلى كسر من غير حاجز ، ضمّ القاف فقال : «مقتّل».
وقياس المصدر في اللغات الثلاث «قتّالا» بفتح التاء وكسر القاف والأصل «اقتتال». فمن فتح القاف نقل كسرة التاء إليها ، ومن كسرها سكّن التاء الأولى وكسر القاف لالتقاء الساكنين ، ومن كسر التاء اتّباعا للقاف فقال «قتل» ينبغي له أن يقول في