ويجوز النظر في المعاش ، والخوض في المباح.
______________________________________________________
بل في استحبابه
قال في المنتهى : يستحب له ـ درس العلم والمناظرة فيه وتعليمه وتعلّمه ـ في الاعتكاف (١) ، بل هو أفضل من الصلاة المندوبة (انتهى) ، ولكن خلوّه عن المفاسد المهلكة نادر جدا فيمكن الاحتياط في تركه ، والاشتغال بغيره من العبادات خصوصا بالنسبة الى بعض المعلمين والمتعلمين.
قال في شرح الشرائع : (٢) ولو كان الغرض من الجدال في المسألة العلميّة مجرد إظهار الحق ورد الخصم عن الخطأ كان من أفضل الطاعات ، فالمائز بين ما يحرم منه وما يجب أو يستحب النيّة فليتحرّز المكلّف من تحويل الشيء من كونه واجبا الى جعله من كبار القبائح (انتهى)
ثمّ إنّ الظاهر عدم تحريم شيء من المباحات ، مثل الحديث والكلام بالمباح بل قال في المنتهى (ص ٦٣٩) : الصمت (٣) حرام ، وقد تقدم ، ولا نعلم مخالفا في أنه ليس في شرع الإسلام ، الصمت عن الكلام (انتهى)
ولهذا قال المصنف هنا وغيره (ص ٦٣٩) : يجوز له النظر في أمر معيشته وضيعته ، ويتحدث بما شاء من الحديث المباح وأكل الطيبات (انتهى).
اى يدبّر أمور معاشه من الزراعات والتجارات والنظر في إصلاح القرى والبساتين وكثرة الاشتغال ، بل لا يضرّه لو اشتغل دائما بالمباحات سوى الواجبات
ولكن ينبغي صرف الأوقات في العبادات دائما خصوصا في الاعتكاف
قال المصنف (ص ٦٣٩) : كلّما يقتضي الاشتغال بالأمور الدنيويّة من
__________________
(١) قوله قده : في الاعتكاف متعلّق بقوله : يستحبّ
(٢) يعنى عقيب عبارته المتقدمة في بيان حدّ المراء
(٣) الصمت (بالفتح) والصموت (والصمات) بالضم السكوت (القاموس)