الكنديّ الكوفيّ قال الفضل بن شاذان : ومن التّابعين الكبار ورؤسائهم وزهّادهم حجر بن عديّ.
وروي كتاب عن الحسين ـ عليه السّلام ـ إلى معاوية فيه : ألست القاتل حجر بن عديّ أخا كندة (١) ، والمصلّين العابدين الّذين كانوا ينكرون الظّلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم؟
وفي كتاب الاحتجاج (٢) : قال عليّ ـ عليه السّلام ـ في خطبة له : إنّ الله ذا الجلال والإكرام ، لمّا خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده وأرسل رسولا منهم وأنزل عليه كتابه وشرّع له دينه وفرض فرائضه ، وكانت الجملة قول الله ـ جلّ ذكره ـ حيث أمر فقال (٣) : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فهو لنا أهل البيت خاصّة دون غيرنا ، فانقلبتم على أعقابكم ورددتم ونقضتم الأمر ونكثتم العهد ولم تضرّوا الله شيئا. وقد أمركم الله ، أن تردّوا الأمر إلى الله وإلى رسوله وإلى أولي الأمر [منكم] (٤) المستنبطين للعلم ، فأقررتم وجحدتم.
وبإسناده إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام (٥) ـ ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل ، وفيه يقول وقد ذكر عليّا ـ عليه السّلام ـ : فهو الّذي يهدي إلى الحقّ ويعمل به ، ويزهق الباطل وينهى عنه ، ولا يأخذه في الله لومة لائم.
وفي كتاب الخصال (٦) : عن أبي بريدة ، عن أبيه أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أمرني بحبّ أربعة.
فقلنا : يا رسول الله ، من هم ، سمّهم لنا؟
فقال : عليّ ـ عليه السّلام ـ منهم وسلمان وأبو ذرّ والمقداد. وأمرني بحبّهم.
__________________
(١) النسخ : «كنديّ» وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٢) الاحتجاج ١ / ٢٣٣.
(٣) النساء / ٥٩.
(٤) من المصدر.
(٥) نفس المصدر ١ / ٧٤.
(٦) الخصال ١ / ٢٥٣ ، ح ١٢٦.