المجاهدين ، وهداية الضالين ، ومواجهة كل تحديات الكفر والظلم والطغيان ، فالله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى.
والظاهر أن المراد من الفضل ، والقيمة الروحية العملية الصادرة عن الإنسان المؤمن ، في ما يمثله عمله من طاعة الله ـ وليس المراد به الزيادة في ما ذكره بعض المفسرين ـ لأن الكلمة وإن كانت بحسب مدلولها اللغوي تعني ذلك ، إلا أنها بحسب مدلولها العرفي في استعمالات الناس ، تعطي معنى الخير كله في العمل.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا) أى تتولوا عبر انسياقكم في خطّ الإعراض عن الاستجابة لنداء الله الذي يوجهه إليكم من خلال رسوله ورسالته (فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) لما ينتظر العاصين المنحرفين من عقاب وعذاب في ذلك اليوم الكبير في أهواله وشدائده ومواقف الناس فيه ، لأنه يوم الحساب الذي يحاسب فيه الناس على أعمالهم ، إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ ، عند ما يقف الناس أمام الله ، ويقومون لربّ العالمين ، (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) لتجدوا عنده النتائج النهائية لأعمالكم الخيّرة أو الشريرة ، (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) في الدنيا والآخرة ، بما يتصرف به من شؤون عباده في الحياة والموت ، والنفع والضرر ، والثواب والعقاب ، لأن الأمر كله بيده ، فلا يملك معه أحد أى شيء ، في ما يريد وفي ما لا يريد.
* * *