انحراف. وهذا ما يجب أن يفهمه الناس ويسيروا عليه ، (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) فينحرفون من موقع الجهل ، لا من موقع التفكير المضاد ، فيبتعدون عن الخط من حيث لا يعلمون.
وهكذا أراد يوسف لهما أن يعيشا هذا الجوّ ، وينفصلا عن أجواء الضلال التي عاشاها في المجتمع الكافر الذي كانا جزءا منه. ولا ندري هل استجابا له ، أو أنهما كانا يستعجلان معرفة تأويل الحلمين اللذين طلبا تأويلهما ، لأن القرآن لم يحدّثنا عن ذلك ، باعتبار أنه لا يجد كبير أثر فالجانب الأهم هو في ما أراد أن يوحيه من ضرورة الالتزام بخط الدعوة في ساحات مماثلة لساحة السجن ، حيث يملك الإنسان من حرية الحديث ، وإمكانات التأثير في الآخرين ، ما لا يملكه في غيرها ، مما يفرض عليه عدم التعلل بالأعذار الواهية أمام نفسه أو أمام الآخرين ، للتقاعس عن أداء المهمّة أو التحرك في خط الرسالة.
* * *