أما اليأس فجذوره الكفر وإن لم يشعر الإنسان به بشكل مباشر. وعلى ضوء هذا ، فإن على الإنسان الذي يعيش اليأس في قلبه ، أن يعيد النظر في إيمانه ، ليعرف إن كان منطلقا من أساس متين ، أو لا.
وربّما كان في طلب يعقوب منهم أن يتحركوا في ساحات العمل ، حتى في حالات اليأس بعض الإيحاء بأنّ على الإنسان ألّا يستسلم لحالة اليأس عند ما تحتل داخله ، ولا يحاول في سبيل الوصول إلى مواقع الأمل أن ينطلق في حالة تجريدية ، بل ينبغي له ، أن يتحرك على الأرض ويحرك الإمكانات المتوفرة لديه ، ليصل إلى الأمل الكبير من خلال الحركة المتصلة بالحياة المتحركة من حوله. وبذلك يتخلص الإنسان من عوامل اليأس النفسية ، بخطوات العمل الواقعية ، لتنعكس المسألة عنده ، فإذا كان التصور الأسود يجمّد أمام الإنسان حركة الحياة ، فإن الحركة تحوّل الحالة النفسية المظلمة إلى حالة مشرقة من خلال المقولة التي تجعل التجربة في خدمة الفكرة ، بدلا من أن تكون الفكرة حاجزا أمام التجربة.
* * *