بذلك رضاهم عنك ، أو لتوفر على نفسك موقف الرفض الذي يوحي به التحدّي الصادر منهم ، ليستريحوا إلى دعوتك في القضايا الأخرى التي لا تثير لديهم مشاكل كثيرة ، لأنها لا تتناول القضايا الحيويّة في واقعهم ، وهذا ما يفعله بعض العاملين من الدعاة إلى الله ، إذ يهملون بعض مسائل الدعوة وأفكارها ، ليحصلوا على النتائج الإيجابية في أصل الموقف ، أو بعض تفاصيله البسيطة التي لا تثير أحدا ، ليكون ذلك هو المدخل إلى قناعات الآخرين وأفكارهم ، لأن الحصول على بعض الموقف المؤيد منهم ، أفضل من خسارة الموقف كله. وربما كانوا خاضعين في ذلك ، لحالة نفسية انهزاميّة ، تدفعهم إلى التراجع الجزئي عن خط الدعوة ، لضمان التأييد والمحبة والرضى من مجتمعهم ، الذي لا يطيقون إهماله أو غضبه.
(وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) في ما يثيره داخل نفسك من حالات الحرج الشديد ، والمشقة الكبيرة ، تحت ضغط الصراع الداخلي بين ما تريد أن تقوله ، وبين ما لا تريد أن تقوله ، مما يوحي بالأزمة النفسية التي يضيق بها الصدر ، وتضعف معها الروح ، عند ما يعرضون عليك بعض ما لا تستطيع القيام به من طلبات تعجيزية لم يمكّنك الله من القيام بها ، ولم يمنحك القدرة عليها. وهناك تقف موقف العاجز أمامهم ، مما ينعكس على موقعك في المجتمع أمام البسطاء الطيبين الذين لا يعرفون خلفيّات الأمور ، ولا مواقع التحدّي التي ينبغي للإنسان الاستجابة لها أو لا.
(أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ) مما يعنيه الكنز من امتلاك قوة ماليّة تجعله في مواقع الأغنياء القادرين الذين يشعر الآخرون بالهيبة تجاههم ، والضعف أمامهم ، فيستجيبون لهم في ما يدعونهم إليه ، على أساس استجابة الضعيف للقوي.
(أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) ، يرفده بقوة روحيّة كدليل على الدعم السماويّ