التي تثيرونها حول مواقعهم ، كما أنكم لا تملكون موقع الحكم عليهم ، (إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) ليواجهوا النتيجة الحاسمة لموقفهم ، فهو العالم بخفايا الناس بما تختزنه من صدق الإيمان ، وجدّية المواقف ، (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) في طريقتكم في التحدّي ، وأسلوبكم في التقييم والحكم على الواقع.
(وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ) فهم عباد الله الذين آمنوا برسالته ، وجاهدوا في سبيل ذلك ، فاستطاعوا الحصول بجهادهم على محبة الله ورضاه ، كمظهر من مظاهر القرب منه فكيف أطردهم ، وهم أحباء الله ، وأولياؤه ، وهل تنصرونني من الله ، إن أنا طردتهم تحت تأثير إلحاحكم عليّ في ذلك؟ إنّ الله يعاقبني على هذا الموقف ، لأنه لا يرضى من رسله الإساءة إلى عباده المؤمنين ، بل يريد لهم أن يقوموا بنصرتهم ورعايتهم وحمايتهم من كل عدوّ أو حاقد.
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) ، وتعرفون مواقع الأمور في مواردها ومصادرها ، ونتائجها الإيجابية والسلبيّة.
(وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) لأدعوكم إلى الإيمان من خلال التأثير النفسي المعنوي أو المادي ، الذي يضغط على أفكاركم ، لتؤمنوا بي ، وعلى مواقفكم لتسيروا معي ، (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) لأجعل من ذلك أساسا للدخول إلى قناعاتكم من خلال ما يمثّله ذاك العلم من قوّة ذاتية أمام الآخرين ، لاتصاله بالعوالم الغيبية التي تجعله محيطا بخفايا الحاضر والمستقبل وبما تضمره ، النفوس ، أو في ما تشتمل عليه قضايا الواقع ، فليس من مهمة الرسول أن يكشف للناس الخفايا من خلال النبوءات ، بل كل مهمته كشف الواقع من خلال الخطط والأعمال ، (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) لأجاريكم في اعتقادكم : بفكرة المنافاة بين البشرية والرسالة ، وضرورة أن يكون النبيّ ملكا من الملائكة