الفصل الأوّل :
في الجوهر
وفيه مباحث :
البحث الأوّل : في رسمه
رسم الأوائل (١) الجوهر بأنّه الموجود لا في موضوع ، ومعناه : أنّه (٢) الماهيّة التي إذا وجدت كانت لا في موضوع ، ولا يراد به الموجود بالفعل ، وإلّا لكان الشك في وجود زيد يستلزم الشك في جوهريته ، وهو محال ؛ لأنّه لذاته جوهر ،
__________________
(١) منهم المعلم الأوّل في منطق أرسطو ١ : ٣٦ ، والشيخ في الفصل الأوّل من المقالة الثانية من إلهيات الشفاء ، وقال في رسالة الحدود : «ويقال جوهر لكل ذات وجوده ليس في موضوع. وعليه اصطلح الفلاسفة القدماء مذ عهد أرسطو طاليس في استعمالهم لفظة الجوهر». راجع أيضا الفصل الثالث من المقالة الثالثة من مقولات منطق الشفاء. ولكن نسب شيخ الإشراق إلى القدماء تعريف الجوهر بالموجود لا في محل ، المطارحات ٢٢٠. والمتكلّمون عرّفوا الجوهر بأنّه المتحيّز الذي لا ينقسم بوجه ، والعرض عندهم عبارة عن الحال في المتحيّز. أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ١٧. راجع أيضا مقالات الإسلاميين للأشعري : ٣٠٦ ؛ التعريفات للجرجاني : ١٠٨.
(٢) في المخطوطة : «أنّ».