لا يلزم المعلول شيئا من أجزاء العلّة.
قوله : وحينئذ إمّا أن يحصل عند الاجتماع ... إلى آخره ، نختار أنّه يحصل ولا نسلّم أنّه هو العلّة ليلزم ما ذكر ، لجواز أن يكون شرطا لتأثير الأجزاء ، فإنّ كلّ واحد له تأثير ناقص بشرط الاجتماع ولمجموعها تأثير تامّ ، لحصول جميع أجزاء العلّة وشروطها (١) ، وما لم يبطل ذلك لم يحصل المطلوب مع أنّه لا سبيل إلى إبطاله خصوصا مع وقوعه ، فإنّ مجموع أجزاء العشرة (٢) علّة تامّة لحصول العشرة ولكلّ واحد من أجزائها تأثير ناقص عند الاجتماع ، وكذا إذا كان مائة ألف رطل تغرق السفينة كان لكلّ واحد من الآلاف تأثير ناقص بشرط الاجتماع ، ولمجموعها تأثير تامّ لحصول جميع أجزاء العلّة التامّة.
وأمّا إجمالا فلأنّه لو صحّ مدّعاه في الجملة لزم التسلسل ، واللازم كالملزوم في البطلان.
وبيان الملازمة يتوقّف على إثبات معلول بسيط حادث فنقول : الجزء الصوري لكلّ مركّب حادث بالضرورة فإمّا أن يكون بسيطا أو مركّبا ، فإن كان بسيطا فهو المطلوب ، وإن كان مركّبا فلا بدّ له من جزء آخر صوريّ وهكذا ، ولا بدّ أن يتناهى إلى جزء آخر صوريّ بسيط حادث (٣) وإلّا لزم تركّبه من أجزاء غير متناهية ، وهو محال ، وإذا ثبت جزء صوريّ بسيط حادث قلنا : يلزم من بساطته بساطة علّته ، ومن حدوثه حدوثها ، ومن بساطة علّته بساطة علّة علّته وهكذا حتّى يلزم التسلسل.
وأمّا معارضه فلأنّه على تقدير دلالته على امتناع صدور البسيط عن المركب فعندنا ما يدلّ على جوازه ، وهو أنّه كلّما ثبت حادث بسيط فلا بدّ من انتهاء علله إلى علّة مركّبة وإلّا لزم التسلسل المحال ، لكن ثبت الملزوم بما تقدّم من الدليل فيثبت اللازم ، وهو المطلوب.
__________________
(١) وشرطها ـ خ : (آ).
(٢) العشرية خ ل ـ خ : (د).
(٣) حادث ـ خ : (د).