لأنّه لا خلاف بين المفسّرين أنّ الآية نزلت في متخلّفي الحديبية وكان بعدها غزوات كثيرة ، قال الضحّاك : إنّها ثقيف ، وعن ابن جبير : إنّها هوازن وثقيف.
وأجاب بعض الفضلاء بأنّ قوله : (لَنْ تَتَّبِعُونا) يدلّ على أنّ المتخلّفين (١) لا يتبعون محمدا صلىاللهعليهوآله في فتح خيبر ، فإنّهم قالوا لأصحاب النبي صلىاللهعليهوآله : ذرونا نتبعكم فقال تعالى في حقّهم : (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ) (٢) أي مواعيد الله لأهل الظفر بغنيمة خيبر خاصة ، أرادوا تغيّر ذلك بأن يشاركوهم فيها (٣) قل يا محمّد صلىاللهعليهوآله للمخلّفين : لن تتبعونا في فتح خيبر كذلك (٤) قال الله من قبل ، أي قال الله بالحديبية من قبل فتح خيبر ومن قبل مرجعنا إليكم : إنّ غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية لا يشاركهم فيها غيرهم ، هكذا قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما ، وليس المراد أنّهم لا يتبعون محمّدا صلىاللهعليهوآله مدّة حياته في حرب من الحروب ، فإنّه دعاهم بعد ذلك إلى قتال قوم أولي بأس شديد كأهل الطائف وتبوك وغيرهما.
الثالث : فعله عليهالسلام ، لأنّه استخلفه في الصلاة أيّام مرضه وما عزله ، فبقي كونه خليفة في الصلاة بعد وفاته ، فإذا ثبت كونه خليفة في الصلاة بعد وفاته ثبت في غيرها ؛ لعدم القائل بالفرق.
والجواب بالمنع من ذلك مع أنّه خبر واحد لا يوجب علما خصوصا في موضع التهمة ؛ لأنّ راويها (٥) عائشة بإجماع أهل البيت عليهمالسلام.
سلّمنا لكن روي أنّ بلالا لمّا أتاه يؤذنه الصلاة قال : قد أبلغت يا بلال فمن شاء فليصلّ ، ثمّ عاد ثانية وثالثة ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لقد أبلغت يا بلال ، ولو أراد الاستخلاف لما قال ذلك ، فخرج بلال ورأس رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجر علي عليهالسلام ،
__________________
(١) المخلّفين ـ خ : (د).
(٢) الفتح ٤٨ : ١٥.
(٣) من قوله : ـ لأهل الظفر ـ إلى قوله : ـ فيها ـ من ـ خ : (د).
(٤) كذلكم ـ خ : (آ).
(٥) لأنه رواية عائشة ـ خ : (آ).