لا يوجد مثاله ومناسبه ، ولو كلّفوا به أمكن تعقله بالحقيقة ، وهذا أحد معاني : من عرف نفسه فقد عرف ربّه ، مع أنّه قال تعالى : (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)» انتهى.
وبه يعلم أنّ كلام الإمام عليهالسلام المراد منه أنّ تخصيصات الأصحاب (رض) بعض الصفات بالنفي والإثبات محض اصطلاح راجع إلى اعتبار الصفات التي تنبئ الشريعة عن التنبيه على خصوصياتها وإن لم يتعلّق غرض بما سواها فتورد ، وإلّا فهو سبحانه يوصف بالاعتبارات اللائقة بجلاله كالحقّ والقيّوم والجواد ونحوها ، وكلّها داخلة على سبيل الإجمال في وجوب الوجود أوهما في اعتبار القدرة والعلم ؛ لترتّب الباقي عليها ما يظهر لمن له المعرفة التامّة.
وقول الشيخ البحراني (ره) : وعن بهمنيار أنّ الحيّ هو الدرّاك الفعّال. فقد صرّح به بهمنيار في موارد من كلماته ، منها ما ذكره في كتابه التحصيل في الفصل الخامس عشر ـ في بقاء النفس الإنسانية وفي أحوالها في المعاد ـ ما هذا نصّه : وأنت تعلم أنّ النفس بعد المفارقة يزول عنها الاشتغال بقوى البدن ، فيخلص لها اشتغالها بذاتها فتشاهد ذاتها مشاهدة تامّة ؛ إذ قد عرفت أنّ شعورها بذاتها ليس بآلة ، وأنّ اللذة التامة تكون بالمشاهدة ، وأنّ القوة التي تبقى معها هي القوة العقلية. فنقول الآن : إنّ النفس الإنسانية حيّة ، أي «درّاكة فعّالة» والحياة هي كون الشيء بحيث يصدر عنه أفعال الحياة ... الخ.
قال بعض المحقّقين قدسسره : حياته سبحانه عبارة عن نوريته المحضة المستلزمة للإدراك والفعل ؛ فإنّ الحيّ «هو الدرّاك الفعّال» ولما كانت الصفتان عين ذاته تعالى ، فذاته بذاته حياته ، وكلّ حياة غيرها فإنّما هي رشحة من حياته ، وهو الحيّ بالحقيقة لا إله إلّا هو.
ص ٣٠٧ س ١٠ : (المجوس)
لفظ «مجوس» معرّب : «موغوش» وأصله : «موگوش» في الفارسي القديم وصار في اللسان الفارسي الموجود اليوم بصورة : «مغ» وكان دين «مغان» قبل زرادشت وقبل سلطنة «ماد» وكان رائجا في إيران القديم وكذا في أيّام سلطنة «ماد» ولفظ ال «مجوس»