أقول : توصيفه ب «الحسيني» يوجب اشتباه من يأتي بعده ويطالع كتابه المذكور المشهور المتداول بين الناس ، فإنّه فهرس للكتاب الكبير الخالد بحار الأنوار للعلّامة المجلسىقدسسره ومن نفائس تأليفات المحدّث القميّ (ره) ، ومن هنا نرى المرحوم الشيخ محمد علي المعلّم الحبيب آبادي الأصفهاني (ره) ، في كتابه مكارم الآثار وقع في الحيرة من توصيف المحدّث القميّ (ره) للأمير الكبير المعظّم ب «الحسيني» وذلك ناشئ من المسامحة وعدم التحقيق. وكان شيخنا البحّاث المحقّق الأكبر الشيخ آقا بزرك الطهراني صاحب الذريعة قدسسره يقول : وقد سقط لفظ «الحسني» عن قلم المحدّث القميّ في سفينة البحار ، وكان حقّ العبارة أن يقول : «الحسني الحسيني» ورأيته قدسسره قد كتب بخطّه الشريف كلمة «الحسني» في هامش نسخته من سفينة البحار ، والنسخة محفوظة ظاهرا اليوم في مكتبته العامرة في داره في النجف الأشرف ، وصارت مقبرة له بعد وفاته ، فراجع.
وأمّا عبارة النسخة الموجودة من رياض العلماء للأفندي في مكتبة شيخنا الطهراني قدسسره في النجف وطالعتها مرارا فكانت كما يلي :
السيد الأمير عبد الوهاب الحسني التبريزي الفاضل العالم العامل الفقيه الكامل ، جدّ السادات العبد الوهابية في تبريز ، وصاحب الكرامات والمقامات ، وقد استشهد في حبس ملك الروم في بلاد قسطنطينية وقصّته طويلة ـ إلى أن قال ـ المشهور المتداول أنّه عزّزه ملك الروم أوّلا ثمّ حبسه في قعر بئر مظلمة إلى أن مات بها ويقال : إنّه قد أخرج من تلك البئر بعد موت السلطان سليم ، انتهى.
والسيد الأمين أيضا نقل في أعيان الشيعة عبارة رياض العلماء كما نقلناها من غير زيادة ولا نقصان حتّى قوله : «الحسني» إلى قوله : وقصّته طويلة (١).
فالقارئ الكريم يرى أنّ المحدّث القميّ (ره) بدل في عبارته «الحسني» ب «الحسيني» وأسقط من عبارة الرياض كلمة «العامل» ولعله كانت نسخة الرياض الموجودة عند
__________________
(١) أعيان الشيعة ، ج ٤٧ ، ص ٦٢.