المحدّث القمي (ره) «الحسيني» وهو أيضا نقلها كما وجدها ، فحينئذ فالاشتباه صدر من قلم صاحب الرياض أو من الناسخين والله العالم ، وكلّ ذلك ناشئ من المسامحة كما نرى في بعض المواضع يوصف السيد الأعظم رضي الدين بن طاوس الحسني قدسسره ب «الحسيني» وليس ذلك إلّا تسامحا بيّنا ، فإنّه لا شكّ أنّه من السادات الحسنية ومن مفاخرهم ومن أعلام الدين الشاهقة.
وأمّا ما نقل المحدّث القمي (ره) بقوله : وكان معاصرا للسلطان شاه طهماسب الصفوي (ره) ... أرسله السلطان المذكور إلى الملك المزبور ...
ففيه أيضا من الاشتباه والالتباس ما هو غير خفيّ على المتتبّع الخبير والمنقّب الناقد البصير ، فإنّ الأمير الفقيه المعظّم إنّما كان معاصرا مع الشاه إسماعيل الصفوي مؤسّس الدولة العلية الصفوية ، وله نسبة سببية مع الشاه المذكور ، فكما أنّ السلطان حيدر الصفوي والد الشاه إسماعيل كان صهرا للسلطان العالم الفاضل السلطان «أوزون حسن آق قويونلو» (حسن پادشاه) رحمهالله فكذا الأمير عبد الوهاب رحمهالله كان صهرا له على ابنته الأخرى ، ولذا أولاد الأمير السيد المعظّم له من أولاد السلطان «أوزون حسن» من طرف الأمّ ، ولذلك كانت تولية الموقوفات النصريّة في أيديهم ، وعلى ذلك عندنا أسناد ومدارك معتبرة ، وقد طبع وانتشر واحد منها في بعض أجزاء مجلة دانشكده أدبيات وعلوم انسانى تبريز ، فراجع ، وأصل ذلك السند موجود عندي.
وأضف إلى ذلك أنّ السيد الأمير المعظّم نال الشهادة بيد عمّال السلطان سليم السفّاك العثماني في سنة ٩٢٢ على ما هو المحقّق الصحيح من تاريخ شهادته والشاه إسماعيل توفي سنة ٩٣٠ وكان جلوس الشاه طهماسب الصفوي المتشرّع المبرور على عرش الملك في ١٩ رجب سنة ٩٣٠ ، فكيف يكون السيد الأمير معاصرا له في زمن سلطنته؟ ولم يرسله السلطان شاه طهماسب إلى الروم للإصلاح بين الدولتين : إيران والعثمانية ، بل أرسله الشاه إسماعيل بعد وقعة «جالدران» مع القاضي إسحاق باشا وشكر الله المغاني وجمع آخر ، وسجنه السلطان سليم السفّاك العنيد ونال السيد الأمير