الشهادة في حبسه في حصن «ينكى حصار» على ثغر إسلامبول ، كما صرّح به محمد بن حسن خان في كتابه تاج التواريخ من تواريخ العثمانية.
وما ذكره حافظ حسين التبريزي في كتابه روضات الجنان من أنّ السيد الأمير أخرج من السجن ، وعاش قريبا من سنة في بلاد الروم وتوفّي سنة ٩٢٧ ، ليس على ضوء العلم والتحقيق ، بل لا يخلو من ستر على الحقائق ، فإنّ العامة كثيرا ما يسترون الجنايات الصادرة من أولي أمرهم ، وقد حققنا هذه المطالب التاريخية في كتابنا خاندان عبد الوهاب بالفارسية تفصيلا.
فالقارئ العزيز بعد المعرفة بما ذكرناه يعرف أنّ ما ذكره في تاريخ حبيب السير من أنّ السيد الأمير في سنة ٩٣٠ ، لعلّه حيّ يرزق في بلاد الروم ، وكذا ما في بعض التواريخ أنّه توفّي ١٠٢٧ اشتباه ناشئ من عدم التحقيق ، كما يظهر من تعبير تاريخ حبيب السير ، فراجع.
والظن القوي أنّ التاريخ الأخير ١٠٢٧ اشتباه من الناسخ.
ويعرف أيضا أنّ ما ذكره علّامتنا المتضلّع الأكبر حجّة الحقّ الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب الغدير قدّس الله سرّه في كتابه شهداء الفضيلة من توصيف السيد الأمير المعظّم ب «الحسيني» بقوله : العلّامة السيد عبد الوهاب الحسيني التبريزي الشهيد في أعماق السجون ، من أعاظم علماء الشيعة وفقهائهم ، وقد زان عبقريته في العلوم ورع موصوف وغرائز كريمة موروثة عن أسلافه الطاهرين من علماء عهد السلطان إسماعيل (١) ...» ذهول وغفلة منه رحمهالله تعالى ، ولعلّ سببه هو التبعية لسفينة البحار ، وقد ذكرت ذلك له (ره) في النجف الأشرف وكان يتأسّف من وقوع هذا الاشتباه في كتابه ، ووعد استدراك ذلك في الطبعة الثانية ، ولكن لم يوفق له لاشتغاله بتأليف كتابه النفيس الخالد الغدير ، وكان في الأغلب مشاورا فيه مع العلّامة المتبحّر الأكبر الشيخ ميرزا محمد علي الغروي الأوردبادي ، الفاضل الأديب الفقيه الشاعر
__________________
(١) شهداء الفضيلة ، ص ١٢٩ ، طبعة النجف.