الحقيقة اقتضاء أمر واحد (١) هو الحصول في المكان الطبيعي ، وليس اقتضاء الميل كذلك ، فإنّه لا وضع طبيعيّ هناك للفلك (٢) حتّى يقتضي الميل المستدير بحسب طبيعته ، وهذا (٣) ضعيف ، فإنّ إبطال الميل (٤) لا يخرج منه الجواب (٥).
قال :
فليس (٦) بفاسد ولا كائن ولا منحرف وهذه أحكام (٧) يتوقّف في بعضها.
أقول :
هذه الأحكام الثلاثة نتائج كونه غير متحرّك على الاستقامة ، وتقريره يبتني على مقدّمة هي أنّ المكان الواحد يستحيل أن يستحقّه بحسب (٨) الطبع جسمان مختلفان في الحقيقة (٩).
إذا عرفت هذا فنقول : الفلك إذا جاز عليه الكون والفساد بمعنى زوال إحدى (١٠) الصور عنه ولبس أخرى كانت طبيعته الآن مغايرة لما قبل الكون فيجب أن ينتقل عن مكانه إلى مكان يستحقّه بحسب (١١) الصورة الجديدة فيكون
__________________
(١) في «س» : (لأحد).
(٢) في نسخة بدل من «ج» : (العالم) ، ونسخة بدل من «ب» : (للعالم) بدل من : (للفلك).
(٣) في «ب» زيادة : (عندي).
(٤) في «س» «د» : (المثال).
(٥) في «ج» «ر» «ف» : (فيه للجواب) بدل من : (منه الجواب).
(٦) في «س» «ف» : (وليس).
(٧) في «أ» «س» : (حكميّة).
(٨) في «ب» : (بسبب).
(٩) حكاه عن الأوائل المصنّف في نهاية المرام في علم الكلام ١ : ٤٤١.
(١٠) في «س» : (أحد).
(١١) (بحسب) ليست في «ف».