أحدهما : ما مرّ من انقطاع تواترهم.
و (١) الثاني : أنّ لفظ التأبيد قد يأتي للزمان المتطاول ، وقد جاء منه (٢) في التوراة شيء كثير ، وأمّا شرعنا فإنّا نعلم بالضرورة المستندة إلى التواتر أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله أخبر بأنّه دائم أخبارا لا تحتمل التأويل.
[في العصمة]
قال :
وإذا ثبتت نبوّته فنقول : إنّه معصوم وباقي الأنبياء إمّا عن الاعتقاد الباطل فبالإجماع إلّا بعض الخوارج (٣).
وأمّا عن نقل الشرائع فبالإجماع لا سهوا ولا عمدا ، واختلفوا في السهو في الفتوى وأفعالهم لا تقع الكبيرة عمدا ولا سهوا (٤) إلّا عند الحشويّة (٥) ، وفي تعمّد الصغيرة خلاف قال به أكثر المعتزلة.
__________________
(١) الواو سقطت من «ب» «س».
(٢) في «ب» «ج» : (عنه) ، وفي «ب» : (مثله).
(٣) الخوارج : فرقة ظهرت بعد قضيّة التحكيم الذي جرى بين الإمام عليّ عليهالسلام ومعاوية في صفّين ، وقد كانوا ضمن عسكر الإمام عليّ عليهالسلام ، وقد كان شعارهم «لا حكم إلّا لله» ولذلك سموا المحكمة (موسوعة الفرق الإسلاميّة : ٢٣٨).
(٤) قوله : (ولا عمدا واختلفوا) إلى هنا سقط من «ف».
(٥) الحشوية : لقب أطلقه بعض علماء الكلام على أصحاب الحديث لقولهم غالبا بالتجسم والتشبيه ، ولقّبوا بهذا اللقب لاحتمالهم كلّ حشو روي من الأحاديث المختلفة المتناقضة (موسوعة الفرق الإسلاميّة : ٢١٢).