التنصيف (١) مغاير لمقطع التثليث والتربيع وغير ذلك ، فذلك الموضع يختصّ (٢) عن غيره من الأجزاء ، وكذلك (٣) مقطع التثليث والتربيع إلى ما لا يتناهى ، فيكون مقطع التنصيف وغيره موجودا بالفعل لاتّصافه بعرض لا يوجد للآخر ، فيلزم الانقسام بالفعل إلى ما لا يتناهى.
وأمّا بطلان التالي فيدلّ عليه وجوه ثلاثة :
الأوّل : أنّ الجسم لو اشتمل على ما لا يتناهى لما لحق السريع البطيء ، فإنّ البطيء إذا تحرّك مسافة ثمّ ابتدأ السريع فإنّه لا يمكنه قطع تلك المسافة إلّا بعد قطع (٤) نصفها ، ولا (٥) يمكنه قطع نصفها إلّا بعد قطع ربعها ، وهكذا إلى ما لا يتناهى ، فيلزم أن لا يصل إلى البطيء البتّة.
الثاني : يلزم أن لا يقطع المسافة المتناهية المقدار في زمان متناه لأنّ المتحرّك لا يمكنه قطع تلك المسافة إلّا بعد قطع نصفها ، ولا يمكنه قطع نصفها إلّا بعد قطع ربعها ، وهكذا إلى ما لا يتناهى ، فيجب أن يكون هناك أزمنة لا تتناهى.
وعندي في هذين الوجهين نظر.
الثالث : أنّ زيادة الأجزاء تستلزم زيادة المقدار ، فإنّا نعلم بالضرورة أنّ عشرة أجزاء أزيد من جزء واحد ، فإذا كان الجسم المتناهي لا يتناهى أجزاؤه ، فلنأخذ من تلك الأجزاء عدّة محصورة ونؤلّف بينها في جميع الأقطار حتّى يحصل مقدار
__________________
(١) في «ف» : (النصف).
(٢) في «ب» : (الوضع مختصّ) ، وفي «د» «س» : (الموضع مختصّ) بدل من : (الموضع يختصّ).
(٣) في «س» : (وذلك).
(٤) (قطع) لم ترد في «د».
(٥) (لا) ليست في «ف».