تهديداً مجازاً وهذا غير كونها مستعملة في التهديد وغيره فلا تغفل (إيقاظ) لا يخفى أن ما ذكرناه في صيغة الأمر جار في سائر الصيغ الإنشائية فكما يكون الداعي إلى إنشاء التمني أو الترجي أو الاستفهام بصيغها (تارة) هو ثبوت هذه الصفات حقيقة يكون الداعي غيرها (أخرى) فلا وجه للالتزام بانسلاخ صيغها عنها واستعمالها في غيرها إذا وقعت في كلامه تعالى لاستحالة مثل هذه المعاني في حقه تبارك وتعالى مما لازمه العجز أو الجهل ، وأنه لا وجه له فان المستحيل إنما هو الحقيقي منها لا الإنشائي الإيقاعي الّذي يكون بمجرد قصد حصوله بالصيغة كما عرفت ، ففي كلامه تعالى قد استعملت في معانيها الإيقاعية الإنشائية أيضا لا لإظهار ثبوتها حقيقة بل لأمر آخر ـ حسبما يقتضيه الحال ـ من إظهار المحبة أو الإنكار أو التقرير ... إلى غير ذلك (ومنه) ظهر أن ما ذُكر من المعاني الكثيرة لصيغة الاستفهام ليس كما ينبغي أيضا (المبحث الثاني) في ان الصيغة
______________________________________________________
(١) (قوله : تهديداً مجازاً) لأنه غير الموضوع له (٢) (قوله : في سائر الصيغ) قد عرفت أن سائر الصيغ الإنشائية إنما تكون موضوعة للنسب والإضافات الخاصة أعني النسبة القائمة بين المتمنى والمتمني والمترجي والمستفهم عنه والمستفهم أو غير ذلك فالمراد من إنشائها ينبغي أن يكون إنشاء النسب المخصوصة (٣) (قوله : لاستحالة) متعلق بالالتزام (٤) (قوله : العجز أو الجهل) الأول في الترجي والتمني والثاني في الاستفهام (٥) (قوله : وانه لا وجه له) تأكيد لقوله : لا وجه للالتزام ، (٦) (قوله : فان المستحيل) يعني أن المستحيل عليه تعالى هو الحقيقي من التمني والترجي والاستفهام لا الإنشائي الّذي هو إيجاد النسب الخاصة (٧) (قوله : لا لإظهار ثبوتها) وإن كان إظهار ثبوتها غير ممتنع عليه سبحانه بل الممتنع نفس ثبوتها إلا أن الكلام المشتمل على أدواتها ليس مما قصد منه إظهار ثبوتها بل قصد منه أمر آخر (٨) (قوله : ومنه ظهر) لا يبعد ان يكون مقصودهم ما ذكره المصنف (ره)