أن حال المستعمل فيه والموضوع له فيها حالهما في الأسماء ، وذلك لأن الخصوصية المتوهمة ان كانت هي الموجبة لكون المعنى المتخصص بها جزئياً خارجياً فمن الواضح ان كثيراً ما لا يكون المستعمل فيه كذلك ، بل كلياً ولذا التجأ
______________________________________________________
ممثلا له بمثال الشبح ـ لم يُثبت قسما رابعاً للمقسم في كلام النافين ، إذ هم منعوا من كون الخاصّ وجهاً للعام لا كونه محدداً لوجه فلعل النزاع في ثبوت القسم الرابع لفظي (١) (قوله : وذلك لأن الخصوصية) من المعلوم أن الوضع والاستعمال إنما يتعلقان بالصور الذهنية لا الخارجية إذ قد لا يكون المعنى خارجياً أصلا فضلا عن أن يكون جزئياً فالترديد في كلام المصنف (ره) لا بد ان يكون راجعاً إلى أن الصور الذهنية التي تستعمل فيها الحروف إن كان المراد من كونها جزئية انها حاكية عن الجزئيات الخارجية يلزم ما ذكر من المحذور ، وان كان المراد أنها حاكية عن الجزئيات الذهنية فتكون الصور المستعمل فيها الحروف معقولات ثانوية ففيه أيضا ما ذكره (٢) (قوله : كذلك) يعني جزئياً ، بل يكون كليا كما في قولك : سر من البصرة إلى الكوفة ، فان الابتداء والانتهاء المقيد بهما السير ليسا جزئيّين لعدم تحقق السير المقيد بهما ليتشخّصا (أقول) : المعاني الحرفية إضافات اعتبارية فجزئيتها بجزئية الاعتبار وحينئذ لا بد أن تكون جزئية والجامع بينها وان كان كلياً إلّا انه لا يحكي عنها بما أنه معنىً حرفي فمن وإلى في المثال المذكور حاكيتان عن شخص إضافة قائمة بين السير والبصرة ، وشخص آخر قائم بينه وبين الكوفة لا عن الكلي الجامع بين الإضافات المتماثلة ، فانه وان كان عنوانا كلياً إلا انه ليس مدلولاً عليه بمن وإلى بل بمثل الابتداء والانتهاء (ولا بأس) بالإشارة إلى معنى الحرف فنقول : اشتهر تعريف الحرف بأنه ما دل على معنىً في غيره ، وبأنه ما دل على معنىً غير مستقل بالمفهومية ، وتوضيح المراد منهما هو أن تصور الأمور المتكثرة (تارة) بنحو لا يكون بينها ربط كما لو سمعنا قائلا يقول : ثوب ، تمر ، جبل ، زيد ، فان مفاهيم الألفاظ المذكورة تحضر في الذهن بلا ربط لبعضها ببعض (وأخرى) بنحو يكون بينها ربط خاص كما إذا سمعنا القائل يقول :