عن أن اتحاد الإرادة مع العلم بالصلاح إنما يكون خارجاً لا مفهوماً ، وقد عرفت أن المنشأ ليس إلّا المفهوم لا الطلب الخارجي ولا غرو أصلا في اتحاد الإرادة والعلم عينا وخارجاً ، بل لا محيص عنه في جميع صفاته تعالى لرجوع الصفات إلى ذاته المقدسة قال (أمير المؤمنين) صلوات الله وسلامه عليه : (وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه)
الفصل الثاني
فيما يتعلق بصيغة الأمر وفيه مباحث (الأول) أنه ربما يذكر للصيغة معان قد استعملت فيها وقد عُدَّ منها الترجي والتمني والتهديد والإنذار والإهانة والاحتقار
______________________________________________________
(١) (قوله : أن اتحاد الإرادة) يعني اتحاد الإرادة والعلم إنما يكون في الخارج لأن صفاته تعالى عين ذاته ، لا ان مفهوم الإرادة عين مفهوم العلم وان كان المحكي عن كثير من المعتزلة ذلك ، بل هو ظاهر المحقق الطوسي (ره) في التجريد حيث قال : ومنها ـ أي الكيفيات النفسانيّة ـ الإرادة والكراهة وهما نوعان من العلم. انتهى ، لكن المحكي عن بعض المعتزلة انها الميل المتعقب لاعتقاد النّفع وهو المراد من الشوق في كلام المصنف (ره) فيما تقدم كما ان المحكي عن بعض الأشاعرة أنها غير العلم والميل ، بل قد تتحقق بدونهما فضلا عن ان تكون عين أحدهما (٢) (قوله : الا المفهوم) يعني وهو غير مفهوم العلم
(صيغة الأمر)
(٣) (قوله : التمني) نحو ألا أيها الليل الطويل ألا انجل (٤) (قوله : التهديد) نحو قوله تعالى : اعملوا ما شئتم (٥) (قوله : الإنذار) نحو قوله تعالى : تمتعوا في داركم (٦) (قوله : الإهانة) نحو قوله تعالى : ذق إنك أنت العزيز الكريم (٧) (قوله : الاحتقار) نحو قوله تعالى : بل ألقوا ما أنتم ملقون