(وأما) ما حكي عن العلمين الشيخ الرئيس والمحقق الطوسي من مصيرهما إلى أن الدلالة تتبع الإرادة ، فليس ناظراً إلى كون الألفاظ موضوعة للمعاني بما هي مرادة ـ كما توهمه بعض الأفاضل ـ بل ناظراً إلى أن دلالة الألفاظ على معانيها بالدلالة التصديقية : أي دلالتها على كونها مرادة للافظها ، تتبع إرادتها منها ، وتتفرع عليها تبعية
______________________________________________________
المتعددة المتباينة يتعدد وينحل إلى المتباينات (١) (قوله : وأما ما حكي عن العلمين) بل حكي عن أكثر المحققين من علماء المعقول والمنقول (٢) (قوله : فليس ناظراً إلى) قال بعض مشايخنا «قده» في كلام له في هذا المقام ـ : ليس للنزاع في كون الألفاظ موضوعة للمعاني المرادة عين ولا أثر في كلام القدماء ، وإنما حكي عن العلمين القول بأن الدلالة تتبع الإرادة فظن صاحب الفصول (ره) أنهما يقولان بأن الألفاظ موضوعة للمعاني المرادة ، انتهى ملخصاً (٣) (قوله : بعض الأفاضل) يعني صاحب الفصول لكن ظاهره نوع خاص منها فليلحظ ، (٤) (قوله : بل ناظرا إلى أن دلالة) توضيح ما ذكره المصنف (ره) في محمل كلام العلمين أن الكلام الصادر من المتكلم له دلالتان إحداهما الدلالة التصورية وهي دلالته على نفس المعنى التي هي عبارة عن خطوره وحضوره في الذهن (ثانيتهما) الدلالة التصديقية ، وهي دلالته على أن المتكلم أراد من الكلام معناه (والأولى) منهما لا تتوقف على إرادة المعنى بل ولا على الوضع كما في دلالته الالتزامية حيث لا يكون المدلول الالتزامي موضوعاً ولا مراداً للافظ ، وكذا في اللفظ الصادر ممن لا شعور له ، فان المعنى يخطر في البال بمجرد سماع اللفظ ولو علم بعدم إرادة اللافظ له (وأما) الثانية فهي التي تتوقف على الإرادة توقف العلم على المعلوم لتعلقها بالإرادة فكيف تكون بدونها فمراد العلمين من تبعية الدلالة للإرادة تبعية الدلالة الثانية لها وهو في محله «أقول» : قال الشيخ الرئيس في محكي الشفاء : إن اللفظ بنفسه لا يدل البتة ، ولو لا ذلك لكان لكل لفظ حق من المعنى