تدلّنا على مقدار اختلاقه فيما ينقل (١).
وهكذا ذكر أبو ريّة : وممّن اشترك في مؤامرة قتل عمر ، وكان له أثر كبير في تدبيرها كعب الأحبار. وهذا لا يمتري فيه أحد إلّا الجهلاء (٢).
وذكر ابن سعد أنّ كعبا كان يقول : كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر ، وإذا ذكرنا عمر ذكرناه. وكان إلى جنبه نبيّ يوحى إليه. فأوحى الله إلى النبيّ أن يقول له : اعهد عهدك واكتب وصيّتك فإنّك ميّت إلى ثلاثة أيام ، فأخبره النبي بذلك. فلما كان في اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين السرير ؛ ثم جاء إلى ربّه فقال : اللهمّ إن كنت تعلم أنّي كنت أعدل في الحكم ، وإذا اختلفت الأمور اتّبعت هواك وكنت وكنت ، فزدني في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمّتي. فأوحى الله إلى النبيّ أنه قد قال كذا وكذا ، وقد صدق ، وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ، ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو أمّته.
فلما طعن عمر قال كعب : لئن سأل عمر ربّه ليبقينّه الله. فأخبر بذلك عمر ، فقال عمر : اللهمّ ، اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم (٣).
وذكر أيضا : لمّا طعن عمر ، جاء كعب فجعل يبكي بالباب ، ويقول : والله لو أنّ أمير المؤمنين يقسم على الله أن يؤخّره لأخّره. فدخل ابن عباس عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا كعب يقول كذا وكذا! قال : إذن والله لا أسأله. ثم قال : ويل لي ولأمّي إن لم يغفر الله لي (٤).
__________________
(١) فجر الإسلام ، ص ١٦١.
(٢) أضواء على السنة المحمدية ، ص ١٥٥.
(٣) الطبقات ، ج ٣ ، ق ١ ، ص ٢٥٧ ، س ٢ ـ ١٢.
(٤) المصدر ، ص ٢٦٢ ، س ١٩.