عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما قال عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار. وهكذا روى ابن جرير بإسناده إلى سالم أنه سمع ابن عمر يحدّث عن كعب الأحبار» (١).
وهذا أبو هريرة يراجع كعبا وعبد الله بن سلام في معرفة الساعة في يوم الجمعة ، لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلّي ، يسأل الله تعالى شيئا إلّا أعطاه إياه (٢) ، فيجيباه بأنها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة ، فيرد عليهما كيف وهي ساعة لا ينبغي الصلاة فيها. فيراجع كعب التوراة ويرى الحقّ مع أبي هريرة ، وكذا ابن سلام ، ويجيبه بأن الجلوس في انتظار الصلاة كأنّه في الصلاة (٣).
وهكذا تداومت مراجعة كتب العهدين وأهل الكتاب على عهد التابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم ، على أثر تساهل السلف في ذلك ، وصارت مهنة القصّ على الناس عادة مألوفة بين المسلمين على طول التاريخ.
فقد كانت هناك فئة تقصّ بالمساجد ، وتذكّر الناس بمواعظها وترغّبهم وترهّبهم. ولما كان هؤلاء ـ على أمثال أسلافهم المعوزين ـ ليسوا أهل علم ودراية ، وكان غرضهم استمالة العوامّ ، فجعلوا يختلقون القصص والأساطير الخرافيّة ، وروّجوا الأباطيل. وفي هذا الكثير من الإسرائيليّات والخرافات العامّيّة ، ما يتصادم مع العقيدة الإسلامية ، وقد تلقّفها الناس منهم ؛ لأنّ من طبيعة
__________________
(١) تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ١٣٨. وراجع تاريخه البداية والنهاية أيضا ، ج ١ ، ص ٣٧. وهكذا تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٣٦٣. حيث يحدّث ابن عمر عن كعب صريحا.
(٢) البخاري في باب الجمعة ، ج ٢ ، ص ١٣.
(٣) القسطلاني في شرحه للحديث المذكور ، ج ٢ ، ص ١٩٠ (الذهبي ، ج ١ ، ص ١٧٠ ـ ١٧١. وأبو شهبة ، ص ١٠٣ ـ ١٠٤).